][ سـامحَــهُ الله .. وكفَــى ][
كانت سماء كوالالمبور مزدحمة بالغيوم .. فلا ترى شيئاً من قرص الشمس في عز الظهيرة..
وكنت أنا عائداً إلى مقر سكني .. وهبت نسمة هواء عليلة .. حسبت أنها قد تزيح من هموم القلب شيء .. فانشرح صدري .. واستنشقت ذاك الهواء العابر اللطيف!
لكن .. ما إن دخل الهواء رئتي .. حتى تذكرت الألم! .. آآآآه ومالذي جعله يزوك هذه الحين!!
آآه منكـ أيها الألم.. آآآه منكـ أيها الجرح .. آآآآه منكـ وتبّاً لكـ
تراءت لي صورته أما عيني .. مباشرة أغمضت عيني .. خوفاً من نزيف القلب!
وتناسيته ..!
...
كنت أبحث عن اوراق أفقدها .. بحثت هنا وهنا .. حتى تذكرت أني وضعتها في حقيبة خاصة .. أخرجت الحقيبة ..
وجدت أوراقي .. فابتسمت .. ثم وجدت أخرى .. فتوقفت إبتسامتي .. وبدلت إبتسامتي بدمعتي .. بعد عبرة خانقة وغصّة مؤلمة!
عذراً لكنني ما استطعت ان أوقفها؟!
أي قلب أحمله أنا؟!
لا طاقة لي بالصبر فاعذروني!! ..
رغماً عني .. في كل مكان اجد له ذكرى!
كانت ورقة كتبتها منذ أربع سنين مضت .. مازلت أذكر مكان كتابتها .. على كورنيش جدة .. في سيارتنا السوداء تلك .. وقت الصباح الباكر ..
كنت أشتكي فيها لأوراقي وقلمي ظلمه وجفائه!
كنت أبكي مثل الطفل الصغير .. وأنا أهذي بكلامٍ غير مفهوم .. كبكاء الطفل الصغير الذي بدأ يتلعثم بكلامه ..
كانت أوراقي تنظر إلي .. مشفقة .. حزينة .. متألمة .. وماعساها أن تفعل؟! .. سوى أن تصبر على غثائي وبكائي؟! وأن تستقبل دمعاتي؟!
لاشك .. أنكم ستقولوا عجباً لك يا أخي!؟
وماذا تريد من شخص من شيمه النكران؟! .. والجحود والنسيان؟! .. أولا يوجد غيره في بني الإنسـان؟!
فأقول والله وددت .. ولكن الأمور ليست بالتمنّي!
هو صاحب فضل علي .. وجميل لن انساه ماحييت! ..
وجميله ليس في حاجات الدنيا من متاع وغيره .. بل هو جميل هداية إلى الحق .. وفضل إنارة وإرشاد .. أعلم أن ذلك من الله .. هو الواحد المقدر وهوالهادي المنير .. لكنه كان سبباً .. وكان على حال طيبة هانئه .. تغيرت إلى
مضطربة حانقة .. وبت أنا أذكّره وأنصحه .. ولكن ما من مجيب!!
فكيف لي بنكران هذا ونسيانه؟!
كيف لي بالله؟! .. كيف لي؟!
وفوق هذا كان أخاً عزيزاً طيب القلب صافي السريرة .. لكنه نقم على المجتمع لأمر أنا أجهله .. فكرِه تفكيره وتقاليده .. وماشب عليه هو!!
وحقيقة الأمر أني كنت أحاول أحيان صلته والقرب منه رغم البعد والفجوة التي بيننا .. فيبعد هو ويفجعني بقوة نكرانه وعزمه على الجحود .. فأعزم على عدم المحاولة مرة أخرى ..
ثم يفاجأني مرة أخرى بتواصله واتصاله .. فيعيد للقلب شوقه وحبّه .. لكنه مايلبث أن ينقطع .. وإن حاولت القرب مرة أخرى .. أظهر نكرانه وجحوده المؤلم ذاك!!
وهكذا .. حتى عافته نفسي وليس قلبي .. فعزمت على عدم الصلة وعلى النسيان والجحود .. أبدَ الآبدين .. رغم ألم ذلك وجرحه .. لكني سأدع قلبي ينزف حتى ينتهي مافيه من شوق وحب لهذا الـ ... سامحه الله
سامحه الله وكفى ..
..
كتبــه
أبو عمّــار الأُسَــري
الثلاثاء
15/2/1430
10/2/2009
كوالالمبور
9:45 مساءً
كانت سماء كوالالمبور مزدحمة بالغيوم .. فلا ترى شيئاً من قرص الشمس في عز الظهيرة..
وكنت أنا عائداً إلى مقر سكني .. وهبت نسمة هواء عليلة .. حسبت أنها قد تزيح من هموم القلب شيء .. فانشرح صدري .. واستنشقت ذاك الهواء العابر اللطيف!
لكن .. ما إن دخل الهواء رئتي .. حتى تذكرت الألم! .. آآآآه ومالذي جعله يزوك هذه الحين!!
آآه منكـ أيها الألم.. آآآه منكـ أيها الجرح .. آآآآه منكـ وتبّاً لكـ
تراءت لي صورته أما عيني .. مباشرة أغمضت عيني .. خوفاً من نزيف القلب!
وتناسيته ..!
...
كنت أبحث عن اوراق أفقدها .. بحثت هنا وهنا .. حتى تذكرت أني وضعتها في حقيبة خاصة .. أخرجت الحقيبة ..
وجدت أوراقي .. فابتسمت .. ثم وجدت أخرى .. فتوقفت إبتسامتي .. وبدلت إبتسامتي بدمعتي .. بعد عبرة خانقة وغصّة مؤلمة!
عذراً لكنني ما استطعت ان أوقفها؟!
أي قلب أحمله أنا؟!
لا طاقة لي بالصبر فاعذروني!! ..
رغماً عني .. في كل مكان اجد له ذكرى!
كانت ورقة كتبتها منذ أربع سنين مضت .. مازلت أذكر مكان كتابتها .. على كورنيش جدة .. في سيارتنا السوداء تلك .. وقت الصباح الباكر ..
كنت أشتكي فيها لأوراقي وقلمي ظلمه وجفائه!
كنت أبكي مثل الطفل الصغير .. وأنا أهذي بكلامٍ غير مفهوم .. كبكاء الطفل الصغير الذي بدأ يتلعثم بكلامه ..
كانت أوراقي تنظر إلي .. مشفقة .. حزينة .. متألمة .. وماعساها أن تفعل؟! .. سوى أن تصبر على غثائي وبكائي؟! وأن تستقبل دمعاتي؟!
لاشك .. أنكم ستقولوا عجباً لك يا أخي!؟
وماذا تريد من شخص من شيمه النكران؟! .. والجحود والنسيان؟! .. أولا يوجد غيره في بني الإنسـان؟!
فأقول والله وددت .. ولكن الأمور ليست بالتمنّي!
هو صاحب فضل علي .. وجميل لن انساه ماحييت! ..
وجميله ليس في حاجات الدنيا من متاع وغيره .. بل هو جميل هداية إلى الحق .. وفضل إنارة وإرشاد .. أعلم أن ذلك من الله .. هو الواحد المقدر وهوالهادي المنير .. لكنه كان سبباً .. وكان على حال طيبة هانئه .. تغيرت إلى
مضطربة حانقة .. وبت أنا أذكّره وأنصحه .. ولكن ما من مجيب!!
فكيف لي بنكران هذا ونسيانه؟!
كيف لي بالله؟! .. كيف لي؟!
وفوق هذا كان أخاً عزيزاً طيب القلب صافي السريرة .. لكنه نقم على المجتمع لأمر أنا أجهله .. فكرِه تفكيره وتقاليده .. وماشب عليه هو!!
وحقيقة الأمر أني كنت أحاول أحيان صلته والقرب منه رغم البعد والفجوة التي بيننا .. فيبعد هو ويفجعني بقوة نكرانه وعزمه على الجحود .. فأعزم على عدم المحاولة مرة أخرى ..
ثم يفاجأني مرة أخرى بتواصله واتصاله .. فيعيد للقلب شوقه وحبّه .. لكنه مايلبث أن ينقطع .. وإن حاولت القرب مرة أخرى .. أظهر نكرانه وجحوده المؤلم ذاك!!
وهكذا .. حتى عافته نفسي وليس قلبي .. فعزمت على عدم الصلة وعلى النسيان والجحود .. أبدَ الآبدين .. رغم ألم ذلك وجرحه .. لكني سأدع قلبي ينزف حتى ينتهي مافيه من شوق وحب لهذا الـ ... سامحه الله
سامحه الله وكفى ..
..
كتبــه
أبو عمّــار الأُسَــري
الثلاثاء
15/2/1430
10/2/2009
كوالالمبور
9:45 مساءً